د.عبد المنعم عمارة يكتب:عزيزى شوبير.. «شوت ولا يهمك»

فى حياة كل منا عثرات وسقطات ومطبات ومآزق بعضها قد يكون فرض علينا، وبعضها قد فعلناه بإرادتنا الحرة، والأصح هو بعنادنا.

من منكم ومنا لم يقابل تلك المآزق، فهى بكل الألوان فبعضها مع أو بسبب الأصدقاء أو فى العمل، أو حتى مع أهلنا وكثير منها مع رؤسائنا.

إذن كل واحد منا لديه مأزق ما أو أكثر، ويبقى السؤال كيف نتخطى تلك المطبات، ومن منا يستطيع ذلك دون أن يصاب بالضغط أو بالسكرى أو نافوخه يتعبه!.

واسمح لى أن أذكر حضرتك أن هناك أنواعاً تأتى كالسكتة القلبية، أو كما نقول حكم لعب أو فرضت عليك.

كل هذا معقول، ولكن لماذا يذهب بعضنا بقدميه إلى التهلكة، ويسجل الهدف فى نفسه، فأهداف كرة القدم التى يسجلها المدافع فى نفسه، «تغيظ وتفرس وتثير الجماهير».

هذه مقدمة طويلة، والآن ما رأيك لو رصدنا بعض المآزق التى حدثت مع ومن بعض المسؤولين الرياضيين الحكوميين.

فقط أرجوك ألا تسىء الظن بما أكتبه وتتصور أننى أنقد أو أهاجم أحداً مما سيأتى ذكرهم فى المقال، أنا واثق أنك تتفهم ذلك ولكنى لست واثقاً أن من يأتى ذكرهم سيتفهم مثل حضرتك.

١- مآزق المهندس حسن صقر

الله سبحانه وتعالى يقدم هدايا ومنحاً لعباده فى أوقات هم لا يتوقعونها، والمهندس صقر مثل كثيرين وأنا واحد منهم، أعتقد أنه لم يكن يفكر أو يسعى لأن يكون المسؤول الأول للرياضة المصرية، فالرجل كانت كل أحلامه هو النجاح فى عمله الخاص، وإذا كان قد فكر فى الرياضة فلم تكن تزيد عن رئاسة منطقة اتحاد كرة اليد، وإمكانية أن يصبح وكيلاً لنادى الزمالك، فالرياضة كانت على هامش اهتماماته، وإلا كان قد فكر فى أن يصبح رئيساً لنادى الزمالك أو اتحاد كرة اليد.

ومن المؤكد أن الرجل عندما كلف بهذا العمل كانت لديه أحلامه وأفكاره وآماله فى تطوير الرياضة المصرية خاصة أنه ليس غريباً عنها.

ويمكن القول إنه وكذلك الوزير أنس الفقى قد حصلا على أفضل بداية تعتبر تاريخية، لم يحصل عليها أى زميل لهما من قبل.

الفقى جاء مع ميداليات أثينا الأوليمبية، وصقر جاء مع الحصول على كأس الأمم الأفريقية.

من فضلكم هل هناك بداية أجمل من ذلك، توحدت مصر مع كأس أفريقيا القيادة السياسية ممثلة فى الرئيس مبارك ومعه علاء وجمال مبارك، والإرادة الشعبية لجماهير الكرة المصرية، والإرادة الفنية للكابتن حسن شحاتة ومساعديه.

إذن صقر جاء فى مناخ أكثر من رائع، أضيف له موافقة الرئيس على أن يكون هناك عيد للرياضيين.

لم أضف على ذلك إعلاماً هادئا ومساعداً ليس فيه أى نوع من النقد أو الهجوم عكس كل الذين سبقوه.

وفجأة بدأت المشاكل والمآزق، وكان السؤال هل هو الذى اخترع هذه المآزق أم أنها فرضت عليه؟!

مثلا:ً مأزق نادى الزمالك الذى استمر مع الرجل طوال السنوات التى كان فيها مسؤولاً عن الرياضة، كثيرون يرون أنه له دور كبير فى تلك الأزمة، وفى الحالة التى وصل لها النادى، فهم يرون أنه تعامل معها بأمور شخصية وبغرور الحكومة التى لا يقدر عليها أحد، فالحكومة لا تخسر ويجب أن تفوز دائماً، ولكن الخسارة جاءت على يد القضاء المصرى.

ويتساءل بعض الخبثاء: لماذا كل هذا الوقت ولماذا لم تنفذ أحكام القضاء؟! ولماذا الإصرار على ممدوح عباس، والرجل ليس له ذنب فيما حدث.

ويتعجبون على هذا التغيير المفاجئ بأنه من الممكن تشكيل لجنة جديدة تستمر حتى الانتخابات القادمة.

ويؤكد كثيرون أن هذا التغيير لم يتم بإرادته ولكن بتعليمات أعلى منه، وهو كلام معقول، وإلى حد كبير، فهذا المأزق ليس مأزق صقر، ولكنه مأزق الحكومة، حيث ظهر رجلها على أنه لا ينفذ أحكام القضاء، بالإضافة إلى تحملها مسؤولية تدهور نادى الزمالك.

أما المأزق الثانى، فهو تقرير لجنة د. مفيد شهاب، حيث ورد فيه كما يتردد توصية بإنشاء وزارة للشباب والرياضة.

هذا يعنى انتهاء دور المجلس القومى للرياضة، وبالتالى ما هو الموقف الوظيفى فى الوزارة الجديدة، فهل الوزير الجديد أم الدكتور صفى الدين خربوش؟

بالطبع هناك مآزق أخرى مثل مأزق اللوائح التى لم تأت فى موعدها أو الخلاف مع اللجنة الأوليمبية أو مأزق الخلاف مع الاتحاد المصرى لكرة اليد.

حضرات القراء

بصراحة أنا قلبى مع الرجل، فقد دخل برجليه وبإرادته فى مآزق يرى كثيرون أنه هو الذى سعى إليها، حيث كان من السهولة بمكان تجنب هذه المآزق، فنادى الزمالك مسؤولية كبيرة كان يمكن ألا يتحملها لو فقد أحكام القانون، واللوائح كان يمكن تأجيلها للوقت المناسب، فالخلاف مع اللجنة كان يمكن تأجيله إلى ما بعد الدورة الأوليمبية.

قد تتساءل: هل الأصدقاء والمحيطون هم السبب، أم أنه هو الذى فرض المعارك ولم يكن موفقاً فى اختيار الزمان والسلاح والمكان؟!.. بصراحة أنا مع الرأى الأخير.

٢- مآزق أحمد شوبير

يجسد شوبير أقوى مثال للحكمة التى قالها الشاعر العربى أبوفراس من أن الإنسان حياته قسمان، قسم نحس وقسم سعد، أو قسم حلو وقسم مش حلو، أو قسم نكدى وقسم مش نكدى.

فعلى قدرها صبر شوبير ووصفه بأنه أيوب الكرة المصرية ومن المؤكد أنه لا يتذكر ذلك الاسم الآن أو بالأحرى لا يريد أن يتذكره، فقد كان من الصعب أن يلعب ويتألق فى وجود إكرامى وثابت البطل.

إذن تحقق نصف مقولة أخونا أبوفراس الأول، ولكن يا جمال وياحلاوة القسم الثانى، فقد ذهب النحس وجاء السعد، ذهب الفقر وجاء الغنى، ابتسمت الحياة بلا حدود للرجل، فقد أصبح كابتن النادى الأهلى وكابتن مصر.

وليسمح لى أن أستعير أحدى جمله الشهيرة «فلا أجمل ولا أروع» من النصف الثانى فى حياته.

ولم يسكت عمنا أبوفراس فقد وضع شوبير فى دماغه وقرر أن يتبناه إلى ما لا نهاية.

ودخل الرجل الإعلام الرياضى مستغلاً ذكاءه وقدرته على التواصل مع الناس ومع حركته السريعة وبكل ذلك أصبح النجم الأول فى الإعلام الرياضى مما جعل الفضائيات الرياضية تلهث وراءه.

يرى كثيرون وأنا منهم أن نجاحه لم يكن ضربة حظ أو «استروبيا»، ومع ذلك دخل وأدخل نفسه فى صراعات مع كثيرين يراهم حساده وحاقديه.

البداية كانت «الكرة مع دريم».. والنهاية «الكرة مع شوبير»، وهنا نرى أنه فعل ما لم يفعله أحد فى الإعلام المصرى، فلم نر برنامجاً اسمه مع عمرو أديب أو مع حمدى قنديل، ولم نر كذلك مع مشاهد الإعلام الأمريكى، فقط أصبح اسمه مثل برنامج «لارى كنج» أو أوبرا المذيعة الأمريكية الشهيرة.

فما قام به يراه معارضوه أنه نوع من النرجسية وتضخم الذات.

الواضح والمؤكد أن شوبير هو الذى يهوى ويستمتع بخلق المآزق والمعارك، فمن الواضح أنها هواية له أصبح بها محترفاً لا يهزمه فيها أحد.. خذ عندك مطب الخلاف مع النقاد الرياضيين الذين قالوا إنه هاجمهم ووصل الخلاف مع مجلس الشعب.. مأزق خلافه مع الأستاذ. مرتضى منصور، ومأزق الخلاف مع حسن شحاتة ثم مع الجهة الإدارية.

وكل ذلك كوم ولعل المأزق الأكبر وهو دخوله وتدخله فى انتخابات كرة القدم، ويتساءل كثيرون: هل هذا التدخل بسبب رغبة فى أن يصبح عضواً معيناً، أم أنه يجهز نفسه لرئاسة الاتحاد بعد أربع سنوات؟! أم هو نوع من أنواع استعراض القوة أم محبة وخلاص لزملائه القدامى؟!

من المؤكد أن هذا المأزق مستمر وسيستمر، وسيخسر كثيراً لو قبل أن يصبح عضواً وهو الذى كان نائباً لرئيس الاتحاد.

وهناك مأزق البث الفضائى للنادى الأهلى، وهذا المأزق هو فقط الذى فرض عليه، وهو أصعب المطبات، فمعنى أن تخسر الفضائيات الرياضية نصيبها فى نقل الدورى يعنى خسارة كل شىء.. والقمة والشهرة الإعلامية قد تكون معرضة للضياع.

عزيزى القارئ:

الذين يعرفون شخصية شوبير وجرأته وجسارته يعرفون أنه يقول لنفسه ولمن حوله بكل بساطة «لا هو مأزق.. ولا هو مطب.. ولا هى معركة ولا يحزنون.. ده إحنا بتوع الحاجة دى، دى زوبعة فى فنجان وقشة فى محيط».

ويبقى السؤال: هل هذه المآزق فرضت عليه أم هو سببها ومن تأليفه وإخراجه؟!

أغلب الظن أنه دخلها بمزاجه، دخل ومعه أدواته وأسلحته التى يزعم أنه يمكن القضاء بها على الآخرين.

عزيزى شوبير.. «شوت ولا يهمك»!!

٣- مأزق سمير زاهر

رئيس اتحاد الكرة ملك غير متوج، إمبراطور دون التاج على رأسه، رئيس يأتى فى انتخابات من إياها التى هى ماركة مسجلة للعالم الثالث.

بلاتر يعامل معاملة رؤساء الجمهوريات.

ورئيس اتحادنا شهرته أكثر ربما من رئيس الوزراء، فهو حاكم على جماهير كروية متعصبة، وزعيم على أكثرية غلبانة لا تهش ولا تنش، وعلى الآلاف من اللاعبين الذين لا يجدون حذاء للعب كرة القدم.

وبعد ذلك الناس تسأل: لماذا الصراع على هذا المنصب، طب بذمتك من هو الأشهر وزير الرياضة أم رئيس اتحاد الكرة، والذى يغيظ أن مملكته اسمها مملكة الجبلاية وهى عندى عبارة عن جبلاية القرود فى حديقة الحيوان.

ولكن جبلاية عن جبلاية تفرق. جبلاية القرود تعيش على السودانى وجبلاية كرة القدم تعيش على الأسماك الطازة والجنمبرى والاستاكوزا.

وهى جبلاية تعيش على البيزنس وعلى المونى مونى، فى جبلاية القرود نحن نخرج لساننا لهم، وفى جبلاية كرة القدم يخرجون ألسنتهم لنا.

جبلاية القرود عبارة عن جبال وجبلاية الكرة موجودة فى أجمل بقاع مصر فى الجزيرة وتطل على النيل الخالد.

ملك الجبلاية هو سمير زاهر أحد الذين رضى الله عنهم وأعطاهم الحظ والسعد فى كل خطوات حياته، وهو يستحق ذلك.

سمير كان لاعب كرة، ولم يكن فى شهرة الخطيب أو على أبوجريشة ومع ذلك أصبح رئيساً لاتحاد الكرة لسنين طويلة.

سمير لم يكن رجل أعمال ناجحاً، ولكنه تاجر شاطر استطاع ونجح فى تمويل خزينة الاتحاد دون الاعتماد على الحكومة.

زاهر دمياطى ولكنه على عكس ما يقال عن الدمايطة أشهد أنه كريم بلا حدود.

الرجل يرى أنه نجح نجاحاً لم يصل إليه المشير عامر عندما كان رئيساً لاتحاد الكرة.

مأزق سمير زاهر أنه تصور أن موقعه فى الاتحاد سيستمر دون عقبات أو عوائق أو أزمات.

أدخل زملاؤه فى رأسه أن التزكية ولا شىء غير التزكية هى التى سيحصل عليها سمير زاهر.

صور له بعض المستفيدين أن المنافسة ضده جريمة، وأن مجرد قتل فكرة التزكية لابد لها من عقوبة على الذين يجرأون على فعل ذلك.

أقنعوه أن الجماهير ستأتى للجبلاية لتهتف له بالروح والدم نريدك يا سمير، وأن إدارات الأندية ستكتب اليافطات بالدم من أجله.

ولكن بدلاً من أن تأتى الجماهير، جاء الدكتور كمال درويش فى مفاجأة لم يتوقعها حتى أصدقاؤه. إذن اغتصب الرجل أحلام التزكية التى راودته وهيأ نفسه لها.

جاء شبح إمكانية ابتعاد «الكيكة المنتظرة»، انحسر مؤقتاً أمل رئاسة بعثة مصر لكأس العالم فى جنوب أفريقيا.

الكيكة كالتى تقدم فى الأفراح من سبعة أدوار لم تدخل بعد مع الخوف بأنها قد لا تدخل.

سمير الذى كان يجلس على كرسى من ريش النعام ويستند إلى مخدات من الحرير.. تجرأ البعض وحاولوا سحب هذا الكرسى من تحته.

مطب سمير زاهر ومشكلته أن الجهة الإدارية فى ظروف صعبة ولا تحتاج أن تدخل نفسها فى مشكلات جديدة. شبح القضايا واحتمالات الحكم بعدم صحة الانتخابات على الأبواب.

المشكلة فى نظر البعض أن الوصول إلى كرسى الجبلاية هو بمثابة انقلاب كما يحدث فى الانقلابات. المشكلة والجميل أن سمير زاهر هادئ وواثق، ولكن المشكلة فى هؤلاء الذين يتصرفون تصرفات قد تضر ولا تنفع. تسأل هل هؤلاء هم المنتفعون، أغلب الظن كما يقول البعض أنهم كذلك.

مشاعر

* هولمان.. مدرب أجنبى كما كل المدربين.. يقدمون المدرب المصرى قرباناً للإدارة.. وهو لم يقدم شيئاً ويقيناً لن يقدم.

* جمال حمزة.. هناك وظيفة جديدة اسمها (Life coach) هى مدرب الحياة، وهى غير وظيفة الطبيب النفسى، يساعدك فى معرفة الطريق الصحيح، الحبوب المهدئة لا تساعد.. أرجوك جرب.

* هانى أبوريدة.. البعض لا يريد نجاحه فى انتخابات الكرة، ترى هل سيساعدونه فى انتخابات الفيفا، قلوبنا معك.

* اتحاد الكرة.. فى قصر بكنجهام بإنجلترا تغيير الحراس فرجة ومتعة وسياحة، وفى الجبلاية تمزيق ملابس وإهانات وعدم احترام.

* طارق يحيى.. بعدما حدث معك أوافقك على عدم التنازل عن الشرط الجزائى.

* نادى الزمالك.. عنوان بالأهرام «نادى الزمالك يرفض ذبح الصفتى».. هل عقاب لاعب أخطأ يعنى الذبح.. عجبى.

* جوزيه.. اصطحابك عماد النحاس وأحمد فتحى للكاميرون تصرف رائع أحترمك عليه.

* محمد أبوالعلا.. يقول: إن الزمالك يدفع ثمن أخطاء ٢٠ سنة خطأ والصحيح أن الزمالك دفع ثمن السكوت على لاعبين لا ولاء لهم لناديهم.

* النادى الإسماعيلى.. أنا واثق أنه لا توجد خلافات جوهرية داخل مجلس الإدارة، فقط أناشد الشابين خالد فرو ووليد الكيلانى الانتظام فى الحضور للنادى، خاصة أن خالد نائب رئيس مجلس الإدارة.

* د. كمال درويش.. ما هذا الهدوء، هل هو هدوء الواثق أم الهدوء الذى يسبق العاصفة؟

الله ينور يا ميكا اة الحلاودة دى

بجد موضوع من أقوى الموضيع الى اتعملة فى المنتدى