تسمى العقدة عادة بالانفعال الغالب فيها فيقال أحيانا فلان يعاني من عقدة النقص وفلان يعاني من عقدة الذنب وآخر من عقدة الغيرة لكن أن نقول فلان يعاني من عقدة الأعلام فهي عقدة شخصية بحتة لا يعاني منها الكثيرون سوى كل من في منظومة الزمالك.
قرأت تفاصيل المؤتمر الصحفي الذي انعقد الثلاثاء بمقر نادي الزمالك وطلب فيه رئيس نادي الدكتور محمد عامر الأعلام أن يرحم الزمالك متعجباً من الحملة الضارية كما وصفها التي توجه ضد ناديه.
والغريب أن الدكتور محمد عامر والذي توسمت فيه أنا شخصياً ومازلت أن يعيد الزمالك لسابق عهده لحكمته في الإدارة ولأسلوبه الأكاديمي المحترم في التعامل مع كل المنظومة – اتهم الأعلام لمهاجمتهم لنية النادي الأبيض في التعاقد مع الفرنسي هنري ميشيل لقيادة الفريق مدافعاً عن الأخير بأنه فسخ تعاقده مع ناديه بشكل قانوني لتدريب المنتخب المغربي!
وكان من المعروف وقتها حين ترك ميشيل فريقه الزمالك في معسكر فرنسا كان لسببين الأول معلن بأنه وصل له عرض أفضل لقيادة المنتخب المغربي، والثاني غير معلن برفض إدارة النادي وقتها طلبه الاستغناء عن مجموعة من اللاعبين الكبار في الفريق.
والمشكلة هنا ليست في قانونية ترك ميشيل للزمالك ولكن المشكلة الحقيقية كانت انه ترك الفريق قبل بداية موسم مباشرة ليضع الفريق أمام العديد من المصاعب في هذا الموسم، ومشكلة الفرنسي الحقيقية هي في مبادئه وشخصيته التي تتعامل بشكل مادي وقانوني كما وصفه عامر وخير دليل على ذلك هو استعداده لترك فريق صن داونز الجنوب إفريقي بنفس الطريقة التي ترك بها النادي الأبيض وبنفس الشكل القانوني.
الزمالك في الوقت الحالي في حاجة لنوعية مدربين لا تتعامل بهذه الطريقة، لأنه ببساطة شديدة النادي لم يرى الاستقرار بعد وهذا معناه أن وجود إي إدارة أخرى غير إدارة عامر قد تطيح بميشيل خارجاً بنفس الطريقة السابقة إن لم تنفذ طلباته، ونعود بعدها لنقطة الصفر لنبحث عن فينجادا او كبرال او بوكير ونستمر في هذه الحلقة الفارغة للأبد.
والسؤال ماذا لو جاء ميشيل ورفض تجديد التعاقد مع أبو العلا او جمال حمزة أو طلب الاستغناء عن أجوجو وأيمن عبد العزيز أو طلب مساعدين له في الفريق غير رفعت ورمزي والباقين؟
سؤال بالتأكيد إجابته سوف تكون غير سعيدة على الإطلاق لجماهير الزمالك التي تحلم بعودة ميشيل للجدران البيضاء.
واستكمالا للتخبط غير المفهوم داخل جدران القلعة البيضاء وعلى نفس السياق، خرج علينا الكابتن أحمد رفعت رئيس جهاز الكرة بالزمالك ليفسر لنا أجازة مهاجمه الغاني جونيور أجوجو التي ستبعده عن مباراة بني عبيد في الكأس مشيرا أن الأجازة سببها أن اللاعب يريد أن يقضي أجازة أعياد "الكريسماس" مع أسرته.
ولا أعرف كيف وافق الكابتن رفعت على هذه الأجازة في الوقت الذي يخوض فيه الفريق مباراة هامة في افتتاحية مباريات كأس مصر البطولة الوحيدة التي تبقت للزمالك للمنافسة عليها خاصة، وانه حامل لقبها أيضا.
قد يكون مبرر الكابتن رفعت أن معظم لاعبي أوروبا يحصلون على أجازات في هذه المناسبة لكن ما هو شعور زملاء أجوجو الذين لعبوا مباراة في الدوري أمام حرس الحدود أول أيام عيد الأضحى؟
والأهم ما هو الشيء الذي يميز أجوجو الذي يتقاضى ما يقرب من مليون جنيه شهرياً عن غيره من اللاعبين الذين هناك منهم من يتقاضى ربع هذا المبلغ طوال الموسم.
في الختام وتخطياً لكل ما سبق، حقق الزمالك فوزاً على اتحاد الشرطة قد يعيده مرة أخرى للمنافسة على الدوري بشرط أن تتعامل منظومة القلعة البيضاء بشيء ولو قليل من الاحترافية وأن تنحي عقدة الأعلام جانباً وتعمل فقط بشكل جاد ومخلص لإسعاد جماهيرها.