مَن منا لا يعشق كرة القدم، مَن منا لا يموت في دباديبها، من منا لا يحب تراب رجليها، من منا لا تنكد عليه ومع ذلك تسعده، من منا لم يتصور نفسه حكماً ومديراً فنياً وإذا طال أن يكون لاعباً فألف مرحب.
أنا، أنت، هو، هي نموت في لذاذتها وفي طقاطيقها وفي إثارتها.
أنا أحب التعبيرات والكلمات التي تقال في عالم كرة القدم وأحب حكاية اللعب النظيف fais play ورجل المباراة man of the match.
أحب عَلم اللعب النظيف.. الأصفر واللبني وهو لون الإسماعيلي، أستمتع بمنظر اللاعبين الذين يدخلون الملعب يحملون هذا العلم ليقولوا للاعبين ولنا هذه منطقة مقدسة، اللعب فيها له قيم وله مبادئ، وتحلو الدخلة بالأطفال بملابس الفريقين المتنافسين.
وحياتي عندك هل شاهدت هذه المراسم.. مراسم ما قبل المباراة، طبعاً لم يحدث، طيب عمرك شاهدت حكماً يبدأ المباراة في موعدها.. بالتأكيد لم يحدث.. وبالطبع لن أسأل مسؤولية من؟
جملة أخري وتعبير ثان أحب أن أشاهده هو مسابقة رجل المباراة man of the match.
سؤال آخر: هل رأيت في مباراة أي مباراة يتم ذلك، سيقولون لك وليه هذا يحدث فقط في المباريات الدولية، طيب بأمارة إيه وفي أي كتاب أو قاموس ذلك الرأي، في مبارياتنا لا تجد لاعباً متحمساً لأن يكون رجل المباراة، بل أزيد وأقول هو فيه لاعب أصلاً متحمس أن يلعب برجولة وقوة، مظهر اللاعبين المصريين في المباريات يبدو وكأنهم يؤدون الواجب، وواجب ثقيل كواجب المدرسة الذي كان مفروضاً علينا ونحن صغار.
بالله عليك كيف يكون لعباً نظيفاً أو رجل المباراة واتحادنا تفضل وأعطي مكافأة لكل لاعب بأن له الحق في ثلاثة إنذارات بدلاً من إنذارين، والحكم يدعي أنه جامد وحمش ويعطي الإنذارات بكل سهولة، الإنذارات أصبحت ثلاثة واللاعب زاد عنفه، فلديه رصيد استراتيجي من الإنذارات.انظر لكل مباراة بعد هذا القرار فلن تجد هناك مباراة أقل من ستة إلي ثمانية إنذارات، وانظر إلي إصابات اللاعبين بسبب الخشونة تجدها تضاعفت.
كل ما سبق ينطبق علي الملعب واللاعبين، ولكن ماذا فيمن يديرون كرة القدم أي الاتحاد؟
هل فكرت أو سألت نفسك أو جاء في بالك أو خيالك أو في ضميرك هذا السؤال؟
من في رجال اتحاد الكرة يصلح ليكون رجل المباراة؟ قد تغضب وترد علي قائلاً: ولا واحد، طيب لماذا؟ سترد فوراً وتقول إذا كنا نعاني ارتباط رجال الأعمال بالسياسة والهجوم عليهم لا يتوقف.
رجال الاتحاد هم الذين ربطوا البيزنس بالكرة وسوف تزيد وتقول كفاية أنهم هم الذين ربطوا الفضائيات بكرة القدم.
أحمد شوبير كان دريماوي ثم بيتاوي «البيت بيتك» وتحول إلي حياتاوي «الحياة» وأيمن يونس مودرناوي «مودرن سبورت» ومحمود بكر بدأ نيلاوي «استاد النيل» ثم أوربتاوي «أوربت» والآن أظن أنه حياتاوي «الحياة»، أما سمير زاهر فهو عم الكل وصاحب كل الفضائيات.
مطلوب تخليد هؤلاء طيبي الذكر، مطلوب تعليق صور لهم علي سلالم الاتحاد ويكتب تحت صورة كل منهم الفضائية التي ينتمي لها، ولا ينسوا أن يلبسوا في الصورة الكرافتة إياها «الأصفر والأخضر» شعار القناة.
نعود للسؤال مرة أخري: مَن هو رجل المباراة الذي تفضله أو تراه يستحق هذا اللقب، كثيرون ممن سألتهم يرون أن سمير زاهر وشوبير يصلحان، ولكن الأغلبية تري أن سمير زاهر هو الذي يستحق هذا اللقب، يكفي أنه تحمل خلافات زملائه وتضارب مصالحهم معه ومع الاتحاد، استطاع أن يتعايش ويتحالف في عقد معاهدة عدم اعتداء مع المجلس القومي للرياضة بعد خلاف شديد انتهي الآن، استطاع أن يقوم بعمل غسيل مخ لعتاولة الفيفا لينفذوا له ما يريد من تعديلات في اللائحة التي رسمها بالمقاس.
عايز رأيي ومن الآخر، نعم سمير زاهر هو man of the match مش كده فقط ولكنه الرجل العنكبوت spider man والرجل الوطواط Bat man التحدي الوحيد أمامه ـ حتي نعترف له بجد وبشدة ـ هل يستطيع أن يفعل كما فعل الإعلان الشهير «انسف حمامك» آسف أقصد هل تستطيع أن تنسف رجالك!.
هو ده الكلام...
* تأييد التأييد
* لست أدري ماذا كان رد فعل المهندس حسن صقر عندما قرأ مثلي ومثلك في «الأهرام» في العدد الصادر في الأول من أكتوبر هذا العنوان «بيان تأييد لصقر» وذلك في حفل أقامه فرع نقابة المهن الرياضية في محافظة الدقهلية وحضره وربما شارك فيه بفاعلية أحمد شاكر، أمين صندوق اتحاد الكرة.
هل راود المهندس حسن الشعور بالانتصار والزهو؟ هل صدق أن هناك من يؤيده دون أن يكون وراء هذا القرار حاجة، أم أنه أحرج وقال بينه وبين نفسه لماذا هذا ويا هذا؟ وهل أنا في حاجة لهذا التأييد؟ فأنا موجود بحكم القانون وبحكم عملي ومجهودي.
أم أنه غضب ورفع سماعة التليفون ليعاتب ولا أقول يؤنب من وضعوه في هذا الموقف.
أم أن الحكاية أعجبته وتمني أن يفعلها النقيب الكبير الدكتور مسعد عويس بإصدار تعليمات لبقية الفروع لتحذو حذو فرع الدقهلية.
كل هذه الأسئلة لا أملك ردوداً عليها لكن القريبين يستطيعون الحكم أكثر منا.
حضرات القراء
طوال حياتي السياسية شاهدت كثيراً من المؤتمرات وكثيراً من البيانات المكتوبة بالدم، والذي اكتشفت بعد ذلك أنه ليس دماً بشرياً ولكنه دم بط مذبوح حديثاً.
قد نقبل هذه المظاهر في الستينيات في القرن العشرين ولكننا لا نقبلها في القرن الواحد والعشرين.
قد نراها معقولة وضرورية عندما تتم لتأييد الرؤساء عبدالناصر والسادات ومبارك.فالمواقف السياسية الصعبة وتحديات الداخل والخارج كانت تستدعي مثل هذه المبادرات فهي رسالة كانت موجهة للعالم أكثر منها موجهة للداخل.ولكن رسالة الدقهلية موجهة لمن ولصالح من ومن أجل ماذا؟ وهل تصلح في المجال الرياضي مجال السلام والحب والبطولة؟ حدثت للرئيس عبدالناصر بعد محاولة اغتياله وعندما أمم القناة وعندما بني السد العالي بل حدث ذلك بعد هزيمة يونيو ٦٧.
وتمت كذلك مع الرئيس السادات عندما انقلب علي مراكز القوي وعندما هدم السجون وأخرج المعتقلين، وفي حرب أكتوبر.
وحدثت ولاتزال تحدث مع الرئيس مبارك بعد محاولة اغتياله في أديس أبابا وعندما نجح في إعادة طابا لمصر وفي كثير من مواقفه السياسية والاقتصادية والعسكرية.
كل تلك المواقف تمت دون فعل فاعل، فقام بها الشعب اقتناعاً برؤسائه.
والسؤال الآن..
هل سمعت أو شاهدت أي مبادرة أو بيانات تأييد للوزراء أو المحافظين أو حتي رؤساء الوزراء؟ لم نرها لا مع عاطف صدقي ولا الجنزوري أو عاطف عبيد أو الدكتور نظيف.
إذن السؤال الفوري والحتمي: لماذا تؤيد النقابة الموقرة رئيس المجلس القومي للرياضة؟ وضد من هذا التأييد؟
إذا كان التأييد بسبب لوائح أصدرها المجلس القومي للرياضة، فهذا أمر لا يستحق التأييد، فالمهندس صقر يري أنه فعل ما يمليه عليه ضميره وما تمليه عليه وظيفته أو ما تصور أنه يمكن أن ينقل الرياضة لآفاق بعيدة.
النقابة رأت أن تنصر أخاها ظالماً أو مظلوماً ويبدو أن هذه المؤازرة لم تكن لله في لله.. ولكن لأسباب لا يعلمها إلا منظموها.
منظر هذه المظاهرة لَم يكن حلواً، ولا ضرورياً، وهي عودة إلي مرحلة مرت ويجب ألا تعود، مرحلة إشعال الحروب والنفاق والمجاملة والجري وراء المسؤولين لاسترضائهم، قال لي أحد الشباب الذي لم يعجبه ما حدث: إنه تصور أن أصحابها ينتمون إلي مراحل تاريخية سابقة، لم يكن ينقصهم سوي لبس الطربوش وأن يمسك كل واحد منهم بمنشة للسوعة الذباب مع انتعال الأحذية الأبيض في أسود التي كان يشتهر بها فريد الأطرش.
وأن المنظر كمنظر فريق الريس متقال بملابسه الشعبية وفريقه الشعبي وهو يمسك الربابة ليغني «الفراولة.. آه الفراولة».. والذي كان يرتجل كلمات المجاملة للمسؤولين الذين كانوا يشاهدونه.
أو المنظر كمنظر الآلتية بتوع شارع محمد علي وهم يرقصون وينشدون ويزفون العريس والعروسة أو هي كذكري فرقة حسب الله التي كان يقودها الفنان الراحل عبدالسلام النابلسي في أحد أفلام عبدالحليم حافظ.
وإذا أراد المهندس حسن صقر من ينصحه فليسألني أنا ووزراء الشباب الذين سبقوه الذين تعرضوا لمثل هذه الأفعال ولم يوافقوا عليها، خاصة أنه لا يوجد شخص من الذين حاولوا ذلك رفع سماعة التليفون وطلب أي وزير من السابقين..
حضرات المؤيدون
روحوا منكم لله
* بركاتك يابركات
لم يذهب نجم النجوم الإسباني راؤول إلي المنتخب الإسباني ومع ذلك لم يغضب ولم تقم الدنيا في إسبانيا مع أن شعبيته كان يمكن أن تفعل ذلك.ولم يطلب من جماهير ريال مدريد مقاطعة الفريق الوطني، واختفي نجم النجوم دافيد بيكهام من المنتخب الإنجليزي ولم يعلن الحرب العالمية علي مدرب المنتخب، ولم يطلب من الجماهير الإنجليزية مقاطعة المنتخب.
وعندنا هرب الكابتن بركات أكثر من مرة من المنتخب وأهان الكابتن حسن شحاتة، المدير الفني، ومع ذلك أراد أن يقيم الدنيا ويقعدها، وتهجم علي فريق بلاده، حينما قال إن هذا فريق حسن شحاتة لا فريق مصر، وكأن الرجل اشتري الفريق بحر ماله وأصبح ملكاً من أملاكه، وحوله من قطاع عام إلي قطاع خاص.
لم يتوقف بركات في أي حديث إعلامي صحفي مقروء ومسموع عن استنفار إدارة ناديه ضد الفريق المصري، واستنفر كذلك جماهير الأهلي التي لم تتخل يوماً عن المنتخب لتقاطع مباريات الفريق.
نحمد الله أن الكابتن بركات لم يشارك في بطولة كأس الأمم الثانية التي حصلنا عليها في غانا، وإلا كان قد أرانا الويل وجعلنا نكلم أنفسنا، وتبغدد علينا وربما قال لنا «سيبك منهم ده مفيش غيري إيمة ومركز ووظيفة ميري».
وربما طلب منا أن ننكتم ونخرس ونقفل أفواهنا ولا ننطق في حضرة سيادته وقد يشخط فينا ليقول كله يقف ووجهه للحائط ورافع إيديه لأعلي، ثم يمر علينا للتفتيش ليدخل في عقولنا ليري من منا معه ومن منا ضده طالباً أن نضرب لجنابه تعظيم سلام.. وليس ببعيد أن يأمرنا بحلاقة الذقن وقص شعرنا علي الزيرو.
ونظل انتباهاً حتي يدخل المنتخب بمزاجه وبإرادته الحرة رغم أنف الجهاز الفني، وغير بعيد أن يطلب من الاتحاد استدعاء موسيقي حسب الله لتعزف له السلام والتحية وسيشترط أن يقف زملاؤه اللاعبون آخر انتباه، ولا حس ولا حركة ولا نفس، ويظلون كذلك إلي أن يعودوا إلي وقفة استرح بإشارة من يديه الكريمتين، والمؤسف أنني قرأت أنه طلب أن تكون العودة علي الراجل الكبير الكابتن سمير زاهر ليدخل دخلة الفاتحين والمنتصرين.
كابتن بركات: مهما فعلت أو رحت أو جيت لاعب النادي شيء ولاعب منتخب مصر شيء آخر.
كابتن بركات: لا تستقو بجماهير الأهلي العظيمة فهو نادي مبادئ سواء الإدارة أو اللاعبون أو الجماهير.
كابتن حسن شحاتة: أقول لك إنها ستكون سقطة كبيرة منك لو طلبت بركات للمنتخب، أنت لا تمثل نفسك ولكن تمثل مصر، فلا تهن مصر ولا الفريق الذي رفع رأسنا في أفريقيا وفي العالم، ولو فعلت تخسر كثيراً.
وفي النهاية الشيء المحير، لماذا لم يعتذر بركات وهل الاعتذار يحتاج واسطة.. ولكن الغرور قال له «يعتذر حسن شحاتة أولاً.. وأنا بعده».
ملحوظة: يعلم بركات أنني الذي أحضرته للإسماعيلي من السكة الحديد.. ولم تكن مسألة سهلة.. وخاصة أن التفاوض كان يتم مع شخصية قوية هو الأستاذ أبوالعلا فرحات.
مشاعر
* محمد صلاح أبوجريشة حازم إمام هادي خشبة:
جيل جديد يضيء عالم الإدارة كما أضاءوا ملاعب كرة القدم.
* مازن مرزوق مدير لجنة المسابقات: لم أسمع عن إداري في عالم كرة القدم المصرية له مثل شجاعتك.. تري كم مسؤول في مصر يمكن أن يستقيل.
* عصام عبدالمنعم: رأيي فيه لا يتغير، هو رجل يحترم نفسه وقلمه، ولهذا لا أصدق ما يقال إنه تحالف مع الجهة الإدارية للوصول لرئاسة اللجنة الأوليمبية.
* حسام أبوالفتوح، رئيس اتحاد البلياردو الأسبق: سعادتي كبيرة بعودتك للحياة وعودتك للحرية.
* فاروق جعفر: تألق في عالم التحليل.. في رأيي هو الأول في مصر.
* الكابتن الخطيب الكابتن علي أبوجريشة: زمان كنت أتمني احترافهما بأوروبا.. والآن أبوتريكة حرام ألا نراه في أحد الأندية الأوروبية.
* المهندس نصر أبوالحسن، رئيس النادي الإسماعيلي المنتخب: هل يمكن مقارنته بيحيي الكومي وسعد الجندي.. رأي الإسماعيلية أن المقارنة ظالمه لهم.
* محمود سمير وعلاء كمال: كتبت في هذه الصفحة قبل ذلك أنهما ممكن أن يغيرا كرة القدم بالزمالك.. كابتن طارق يحيي، أصبر عليهما.
موضوع: د. عبدالمنعم عمارة يكتب: زاهر «العنكبوت».. هل يستطيع أن ينسف رجاله؟ 
