وجدت نفسى.. مندهشاً من نتيجة القرعة التى أقيمت بسويسرا، والتى أوقعت الشعب المصرى مع هذه الحكومة ورفعت رأسى إلى السماء داعياً «اللهم إنى لا أسألك رد القضاء ولكنى أسألك اللطف فيه». تانى يا قرعة نفس الحكومة.
هل قامت الحكومة بتزوير نتيجة القرعة ليكون الشعب المصرى دون شعوب العالم من نصيبها لتحكمه بطريقتها على أساس أن هذا الشعب شعب مسالم انخفض صوته وكن واستكان وقل فيه تعداد الرجال وأصبح أسهل شعب لأى حكومة أن تتحكم فيه وتحكمه فجاءت نتيجة القرعة فوز الحكومة المصرية بهذا الشعب الغلبان الذى رأى من غابر الأزمنة تطبيق المثل الشهير «اللى يتجوز أمى أقول له يا عمي»، وجميع الحكومات المصرية منذ عهد الثورة تزوجت بأمهاتنا فيستحقون لقب «عمي».
وما دامت الحكومة عمنا فلا يجب تعكير صفوها، والاستسلام التام لها ليس بديلاً عن الموت الزؤام، وأن نكون حقل تجارب لأفكار وزرائها. إن موهبة التحدث وقوة التأثير والإقناع على شاشات التليفزيون تعطينا الشعور بأننا نعيش أزهى عصورنا وتجعلنا نركع ساجدين لله بأن أوقعتنا القرعة مع هذه الحكومة، وليس مع حكومة مارجريت تاتشر مثلاً.
وإذا كنا نقوم دورنا كشعب فى إضفاء السعادة والبهجة على الحكومة بدون أى منغصات ونقوم بدور الشعب الطيب الذى يحترم العشرة مع الحكومة بل إننا نقوم أحياناً وبنجاح بدور الكومبارس الذى يطلبه منا المخرج حتى دون أن نراه، وتصل بنا التضحيات بكوننا شعب «لقطة» لأى حكومة فقد أفرزنا نحن الشعب معارضة تهلك من الضحك.. معارضة تعمل لحساب الحكومة نفسها حتى تكون مصر ديمقراطية أمام العالم.
ولم نهدد الحكومة يوماً بالانسحاب، وترك البلد فاضية بدون شعب، وذلك حفاظاً على بقاء الحكومة لأن القانون الدولى يشترط لاستمرار الحكومة وجود شعب تحكمه وتتحكم فيه.
ألا نستحق بعد كل ذلك نحن الشعب أن نطلب من الحكومة صد الخطر القادم علينا من العشوائيات، التى عرضها الزميل الأستاذ/ عزت السعدنى فى جريدة الأهرام من إقامة عشرة أفراد فى حجرة واحدة وممارسة الجنس مع المحرمات وغيره الكثير ليصبح كل فرد فى هذه العشوائيات قنبلة موقوتة فى بنيان هذا المجتمع؟ ألا نستحق من الحكومة أن تشكل وزارة جديدة للعشوائيات يكون مقرها داخل العشوائيات، وإنشاء ملاعب مفتوحة للصبية حتى لا تتكرر حادثة جامعة الدول العربية.
وبصراحة الشعب الغلبان من حقه أن يطالب الحكومة بحمايته من تجار الخزعبلات الذين انطلقوا يلاحقون عقول النساء والشباب جميع أيام الأسبوع، ولهم برامج يطلون علينا منها حتى وصلنا إلى حالة من التخلف، وتركنا الأمور المهمة كلها وراء ظهرنا.
وكم كان رائعاً تطبيق قانون التحرش الجنسى على سائق السيارة النقل الذى مد يده ليمسك بثدى الفتاه الجريئة أثناء سيرها بالشارع والحكم عليه بثلاث سنوات سجناً مشدداً ليكون عبرة لغيره، والعجيب أنه أثناء تداول القضية بالمحكمة صاحت أصوات تنادى ضد هذه الفتاه بأنها كانت تلبس بلوزة بنصف كم أى أن نصف ذراعها الأسفل يتنفس الهواء.
إن ذلك يدخل فى عداد الغرائب والعجائب أن تنادى هذه الأصوات ببراءة المتهم لأن العيب عند الفتاه، وليس عنده مع أنه أمسك بالجزء المغطى.
لقد استمات ونجح تجار الخزعبلات فى دفن المرأة فى ملابسها للعودة بها إلى أيام الجاهلية الأولى عندما كانت تدفن المرأة فى الرمال، ولم يوقف ذلك شهوات الذين يتحرشون بالفتيات والنساء، الذين تشتعل شهواتهم من أى شىء حتى لو كان الإصبع الأكبر لقدم المرأة.
إننى أتحدث باسم الشعب، وأنا لا أملك ذلك لكن أقول بلاش والنبى استخفاف بعقولنا وامنعوا البرامج الحوارية الموجهة لغسيل مخ الناس لأنه أخذ كام فم غسيل قبل كده لما هلك.. وعندى اقتراح للشعب المصرى.. هتسألونى إيه يا جلال؟ تيجى نحب الحكومة.. والله فكرة يا جلال.