ezzeldien نائب مدير المنتدى والمشرف على منتدى المعلومات العامة
عدد الرسائل : 589 العمر : 32 الموقع : http://as7ab.maktoob.com/ezzeldien العمل/الترفيه : الرسم و الخط و القراءة و كرة القدم المزاج : http://www.shawshara.com/wiki/Main_Page تاريخ التسجيل : 09/09/2008
بطاقة الشخصية admin: (0/0)
| موضوع: الحضارة الإسلامية - الجانب العلمي ج5 الأربعاء ديسمبر 03, 2008 4:58 am | |
| الحضارة الإسلامية - الجانب العلمي التاريخ: التاريخ هو ذاكرة الزمن، يحفظ للبشرية حركتها في مختلف العصور، ويحفظ العلوم ويدونها، وقد كان لمؤرخي العلوم فضل في تدوين تاريخ علم التفسير، وعلم الحديث، وعلوم اللغة، وتاريخ علم القراءات وغير ذلك من العلوم. لقد اهتم المؤرخون المسلمون بتدوين تاريخ الإسلام، وأخذوا هذا العلم من مصادره الأصلية، وقد اهتموا اهتمامًا خاصًّا بسيرة الرسول (، فظهر منهم قديمًا بالحجاز أبان بن عثمان بن عفان (ت 105 هـ)، وعاصم بن عمر بن قتادة (ت 141 هـ) الذي كتب بعض أجزاء من تاريخ الخلفاء الراشدين والأمويين، وكتب أيضًا عن غزوات النبي (. وأيضا محمد بن عمر الواقدي (130 ـ 207 هـ) الذي ألف كتاب (المغازي)، وكتاب (الفتوح) الذي تحدث فيه عن تاريخ الفتوحات الإسلامية في مصر والشام وغيرها. وفي الشام، نجد العلامة الأوزاعي (ت 157هـ) وما كتبه في السيرة النبوية، وأبو إسحاق الفزاري (ت 188 هـ) وله كتاب السير. وفي اليمن، نجد عددًا من المؤرخين الأوائل مثل: وهب بن منبه (ت 110 هـ)، ومعمر بن راشد (ت 154 هـ)، ونلاحظ أن مؤرخي مدرسة اليمن قد اهتموا بتاريخ ما قبل الإسلام، وفي مؤلفاتهم قدر كبير من الخرافات والأساطير عن هذه الأمم السابقة على الإسلام. وفي مصر ظهر كثير من المؤرخين الذين اهتموا اهتمامًا كبيرًا بسيرة الرسول (، ومن هؤلاء عبد الله بن عمرو بن العاص، ويزيد بن حبيب والليث بن سعد وغيرهم. وقد ظهر في القرن الثالث الهجري أشهر مؤرخي مصر وأكثرهم تأثيرًا في كل ما كتب من تاريخها بعد ذلك، وهو عبدالرحمن بن عبدالله بن عوانة بن الحكم الذي ألف كتاب (فتوح مصر وأخبارها) وفيه سجل باختصار تاريخ مصر قبل الإسلام وذكر فيه أحداث الفتوحات، وتاريخ المغرب والأندلس في فترته الأولى، وجغرافية مصر، وأخبار قضاة مصر حتى سنة (246 هـ). وقد كثُر المؤرخون الذين ألَّفوا في تاريخ مصر بعد ذلك مثل: البلوي وابن الداية اللذيْن كتبا تاريخ الدولة الطولونية في مصر، والكندي في كتابه عن الولاة والقضاة، وابن زولاق وكتابه عن تاريخ الدولة الإخشيدية ثم بداية الدولة الفاطمية. ونجد من بين مؤرخي مصر من كتب الموسوعات العامة مثل: القلقشندي الذي كتب صبح الأعشى في صناعة الإنشا. ومنهم من كتب تاريخ مصر خاصة مثل: النجوم الزاهرة في أخبار مصر والقاهرة لابن تغري بردي (ت 874 هـ)، وبدائع الزهور في وقائع الدهور لابن إياس (ت 930 هـ). وهناك من كَتَب تاريخ العالم من المؤرخين المسلمين أمثال محمد بن جرير الطبري الذي كتب تاريخ العالم منذ بدء الخلق حتى عام (303 هـ) في كتابه تاريخ الرسل والملوك، وقد رتب الجزء الخاص بالإسلام على السنين، أي يذكر أحداث كل سنة منفردة. وهو ما يسمى بالترتيب الحولي، وقد توفي الطبري عام (310 هـ). وهناك ابن الأثير صاحب كتاب (الكامل في التاريخ) وقد كتب تاريخ العالم حتى عصره، وقد رتبه على السنين مثل الطبري، وتوفي عام (630 هـ). وهناك عشرات بل مئات من الكتب التي تحدثت عن حياة العلماء والولاة والقضاة والأطباء والفقهاء والمفسرين وغيرهم، وهي تشهد بعظمة هؤلاء الرجال والجهد الرائع الذي بذلوه من أجل الحفاظ على تراثهم وتاريخهم، وهذه الكتب تسمى كتب التراجم والطبقات، ومنها: أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير. والطبقات الكبرى لابن سعد. وكتاب الطبقات الكبير للواقدي. وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي. وسير أعلام النبلاء للذهبي، وغير ذلك. ثانيًا: العلوم المقتبسة: العلوم المقتبسة هي العلوم التجريبية التي تقوم على التجربة والاستنباط، وتهدف إلى إسعاد الناس وتسهيل حياتهم وخدمتهم، وهذه العلوم مثل الفلك والهندسة والحساب والجبر والكيمياء والفيزياء والتاريخ الطبيعي والطب، وغير ذلك من العلوم التطبيقية. وقد أسهم المسلمون الأوائل بدور كبير في هذه العلوم، لأن ديننا الحنيف يحث دائمًا على البحث والتحري ودقة النظر، والتأمل في معالم هذا الكون، واستنتاج قدرة الله عز وجل، ولقد تعددت إنجازات المسلمين في العلوم المقتبسة، ومنها: علم الفلك: وهو العلم الذي نعرف به أحوال الكواكب والنجوم في السماء وحركاتها وأبعادها، وقد اتجه المسلمون لدراسة هذا العلم دراسة دقيقة نابعة من توجيهات القرآن الكريم وإشاراته إلى هذه الموضوعات، فانطلق المسلمون استجابة لتوجيهات القرآن ينظرون ويدرسون هذا الفضاء الفسيح؛ فبدءوا بترجمة الكتب التي تتحدث عن الفلك عند اليونان والفرس والهنود، واستوعبوا هذه المعارف وفهموها، ثم نقدوها وعلَّقوا عليها، وأضافوا عليها، وابتكروا أشياء جديدة نافعة في حياة المسلمين. ومن أهم علماء الفلك الذين نبغوا في ظل الحضارة الإسلامية: البتَّاني أبو عبد الله محمد بن جابر بن سنان (ت 317 هـ)، وهو من أحفاد المترجم المشهور ثابت بن قُرَّة الحراني، وقد أنشأ البتَّاني مرصدًا فلكيَّا عُرِف باسمه، ووصف الآلات الفلكية وصفًا دقيقًا، وشرح طريقة استخدامها، وهو ما يعرف بالأَسْطُرلاب. وقد كان لأعماله جانب نظري يتمثل في قراءة مؤلفات الفلكي اليوناني بطليموس وانتقائها بطريقة علمية، وَوَضع كتابًا في حركة النجوم وعددها، ظل يدرَّس في أوربا حتى عصر النهضة العلمية في أوربا، والجانب الآخر أبحاث تجريبية عملية بلغت منتهى الدقة والارتقاء والتقدم العلمي من واقع مشاهداته الفلكية، وحدد أبعد نقطة بين الشمس والأرض، وحسب مواعيد كسوف الشمس وخسوف القمر، واتبع في ذلك منهجًا شبيهًا بالمنهج العلمي الحديث، مما جعل الأوربيين يعدُّونه من أعظم علماء الفلك في التاريخ. وأبو إسحاق إبراهيم بن يحيى النقاش الزُّرْقَالي الذي عاش في القرن الرابع الهجري، وولد في قرطبة، وعمل في طليطلة بالأندلس، وقد أنشأ مراصد فلكية عديدة، واخترع جهاز الأسطرلاب الفلكي لقياس اتجاهات الرياح وسرعتها وتحديد الليل والنهار، مما أدهش علماء أوربا، وقد استفاد من مؤلفاته العالم الأوربي الفلكي كوبرنيكس الذي حرص على الاستشهاد بآراء أبي إسحاق في جميع مؤلفاته. والفرغالي الذي ألف كتابًا ظل مرجعًا اعتمدت عليه أوربا وغربي آسيا سبعمائة عام. وغير هؤلاء كثيرون ممن برزوا في علم الفلك. | |
|